روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | كيف تعيش.. مع وحش كاسر؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > كيف تعيش.. مع وحش كاسر؟


  كيف تعيش.. مع وحش كاسر؟
     عدد مرات المشاهدة: 2221        عدد مرات الإرسال: 0

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.. اليكم اكتب قصة قريبتي (م.ر ساحتفظ بالاسم لاسباب خاصة) و التي عاشت عذابا دام لاكثر من 4 سنوات من قبل زوجها (س.ا) الذي اتخذ من العنف لغة يتخاطب فيها مع زوجته … انها قصة من الوقع المرير و ليست من نسج الخيال و فيها الكثير من التشابكات التي لا بد من حلها...

تحكي (م.ر) قصتها و تقول: لقد كنت من المتفوقات في الكلية التي كنت ادرس فيها.. فلم احصل على اقل من العلامة الكاملة في جميع اختباراتي الى ان تقدم(س.ا) لخطبتي … منذ تلك اللحظة تغيرت حياتي كليا.. فقد كنت اجتهد و ادرس بكل جد بلا تعب لكن بعد ان عرفته لم اعد ارغب بالدراسه و تراجعت علاماتي بشكل كبير

على الرغم من ذلك تخرجت و حصلت على شهادة و صرت اعمل في مجال التعليم …في البداية و في الاشهر الاولى للخطوبة كنت اشعر بشعور غريب تجاهه , فقد كان انسانا متعلما يعمل في مجال المحاماه و قد وافقت عليه فبدى لي وسيما و اعتقدت لاول وهله انه انسان ناجح وانني ساعيش معه حياة رغيدة..

لكن , تجري الرياح بما لا تشتهي السفن فقد كان يعاملني بعنف و كان يضربني ضربا مبرحا فلم اعتد معاملة كهذة من قبل و في لحظة ضعف قررت الانتحار و في غفلة من اهلي تناولت كمية من دواء مسكن للالم و خافض للحرارة و لكن بائت محاولتي بالفشل الذريع و ها انا على قيد الحياة اعني الامرين بسبب زواج تعس …

بعد ذلك باشهر تم الزواج.. زواج بلا طعم!! لاكتشف فيما بعد ان ثمة مشكلة في الانجاب ربما يبدو كلامي غريبا لكن الاتى سيكون اكثر غرابه.. اجل فلم اشعر يوما اني متزوجة فلم يعاملني كزوجة قط , لقد كان دائما يردد جملة " انت مريضة و انا اعيش معك و هذا معروف اصنعه لكي فارجو ان تقدري لي صنيعي "

لقد كان يقولها ليلا نهارا حتى اقتنعت بها و اصبحت معاملاتي معه على هذا الاساس ليس معه فحسب بل و مع امه ايضا فقد كانت تقول لي جملا بنفس المعنى …لم ينتهي الامر بعد بل منذ ان اصبحت زوجة له استولى على كل راتبي فاخذه كله و اذا اخذت قرشا واحدا من راتبي الخاص بي اذاقني من كاس مر الطعم اذوق منه ليلا نهارا فيضربني و يؤذيني …

فهو يستحوذ على راتبي ليس لانه غير مقتنع بعمل المراة خارج المنزل بل يعطي جميع اموالي الى اخيه الغارق في الديون!!! لم يشتري لي زوجي ملابس مثلما يفعل الازواج لزوجاتهم هو لم يكسيني بل ابي هو من يفعل ذلك …و هي من ابسط الامور …يمنعني من الخروج من المنزل لازور عائلتي و اقربائي فتحول عش الزوجية الى زنزانه مظلمة اعيش فيها بصحبة وحش كاسر

اذا حاولت جذب اهتمامه انهال علي ضربا تاركا اثارا لا تمحى و جروحا لا تندمل الا مع مرور الزمن.. اجل فهو بضربه المبرح يجعلي كمحارب جريح مدرج بالدماء قائلا لي " من الذي ضربكي؟؟ ان الذي ضربكي ليس انا!! بل انتي من اصطدم بالطاوله بالباب بحافة كذا…

و يتركني و يذهب وانا بتمام الاقتناع انه ليس هو من ضربني مع اني اعلم انه هو من اذاني!!.ان بسبب و ضع حياتي الماساوي لم اكن ارغب في الجلوس في بيت كهذا فكنت كثيرا ما احطم الاشياء التي كنت اراها امامي في حالة غضبي ليس انا فقط بل هو ايضا فلم يعد شيئا موجودا داخل البيت.. الصحون الاواني المناظر الكاسات..

كل شيء زجاج فخار فاصبح المنزل خاويا لا شيء فيه بما ان معاملتي له كانت و كاني انا المريضة فكنت دائما اسئله " هل ستتركني يوما ما؟ هل ستطلقني و تتزوج غيري؟"ان بهذة التساؤلات و دون قصد مني ادخلت الى راسه فكرة ان يتزوج غيري و يطلقني..

(مع العلم نحن نعيش في دولة لا تسمح بالزواج الثاني فاذا اراد الرجل ان يتزوج من ثانية عليه ان يطلق الاولى)

ومن هنا تعرف على مطلقة تعمل في مجال الصيدلة و هي اجمل مني بكثير و بدا يهددني بالزواج منها و هنا اشتعلت غيرتي على زوجي كباقي الزوجات و بنفس الوقت اخاف على نفسي من الطلاق..كانت احيانا تحصل معنا مواقف غريبة فقد كان يقول فيها: " سوف اطلقك و ازوجك من> (ن.ر) وهو ابن عمي < " وهذا في لحظة تودده لي..

او اذا سمع عن احد قريباتي قد عقد قرانها فيقول " بعد سنة نصف سنة شهر 10 ايام... سوف اجعلها تنفصل عن زوجها ".. طبعا يقول مثل هذا الكلام لكي يغيظني.. ليس هذا فحسب و يبدا يسب اهلي ومعارفي امامي باكثر الكلمات دناءة و بذائة يشتمهم بشكل مقزز و يتعمد ان يفعل ذلك امامي كي يثير غضبي و اعصابي فيتعبها فان من التعذيب ان اسمع شيئا كهذا عن اقرب الناس الي (امي ابي اخي اختي...)
لا اعرف ماذا افعل الان فهو يعاملني بطريقة سيئة جدا وعلى الرغم من ذلك اشعر بالانجذاب نحوه!! رغم انفصالي عنه اود العودة اليه!! واريد ان اختم كلامي فقط بحسبي الله و نعم الوكيل...الى هنا تنهي (م.ر) كلامها الذي لا نهاية له!!

واخيرا وليس اخرا تتدخل (ب.ر) زوجة عم (م.ر) – الضحية – بعد ان رات (ب.ر) الضحية تغرق في المياه الضحله التي لوثها الوحش الكاسر (س.ا) فتتدخل زوجة عم الضحية لتلقي لها طوق النجاة و توصلها لبر الامان و تنقذها من براثن الموت و الهلاك..

تقول زوجة عم الضحية (ب.ر): لقد لاحظت لجوء الضحية الى بيت اهلها المتكرر و ذلك لكثرة المشاكل التي كانت تقع بين الزوجين , وقد لاحظت ان جسدها كان يستغيث فقد كان وضعها الصحي في حالة مزرية , فقررت ان اتدخل وقد كنت اكثر الناس قربا منها فجلست معها وحاورتها وسمعت منها قصتها التي كانت تشبه الافلام السنمائية في احداثها

وعشت الموقف معها و قد كنت اعلم بان الذي كانت تمر به ليس بالشيئ البسيط , فقررت بالتعاون مع اهلها ان نلجا الى الطلاق و بالفعل تم الطلاق و انفصلا و لهما حاليا شهر واحد على الانفصال. لم تنته القصة بعد بل و بعد 10 ايام من الطلاق ارسل (س.ا) طليق الضحية رسالة الى هاتف طليقته يخبرها انه قد عقد قرانه على تلك التي كان يهددها بها.

مما زاد وضع الضحية سوءا فقد كانت حالتها النفسية صعبة جدا وخبر طليقها زاد من الطين بله , و لقد تحققنا من امره و لم يكن يكذب.والان انا احاول ان ارفع من معنوياتها قدر الامكان...و ها انا محتارة فانا اسمع منها كلمات مثل " لو انه يقول لي عودي فساعود اليه!! او اود العودة اليه " و كأن شيئا ما زال يربطها به

فبعد التفكير الطويل نحن (ذويها) نشك بان شيئا ما قد فعل بها كاسحر مثلا لانها مازالت متعلقة به رغم المعاملة السيئة التي كانت تتلقاها و بنفس الوقت هي تبدي كرهها له و لا تريد ان يطبع عليها لقب مطلقة و ان تكون "وصمة عار " و لا سيما ان اباها شخص مهم في البلد التي تعيش فيها خوفا من نظرة المجتمع لها..

و تضيف (ب.ر) قائلة: ان شخصيتها امست مهزوزة فهي تخلط كثيرا في الامور و تقول اقوالا في مواقف غير ملائمة على غير عادتها التي عهدناها طبعا قبل الزواج, انا اعلم ان قصتها متشابكة كخيوط العنكبوت لكن لا بد من شيء نفعله من اجلها. فهي تدخل نفسها في دوامة (ماذا لماذا اين كيف متى لو) فهي دائمة التساؤل

وانا ارد عليها برد لا يختلف عليه اثنان الا و هو " ان الله سينصرك على من ظلمك و منكي لا نريد غير الصبر ان الله سينتقم لك عاجلا ام اجلا لربما انت نعمة عليه و الله يريد ان يسلب هذة النعمة منه ليشعر انه قد كان يوما ما بنعمة "

ليكن معلوما لديكم سيادة المستشار ان الضحية لم تكن مريضة و مشكلة الانجاب نابعة من عند طليقها فقد عرضنا (م.ر) على الاطباء و قد اجرت الفحوصات الازمة و كان كل شيء سليما عندها مع العلم ان طليقها في فترة الزواج الذي دام 4 سنوات لم يدخل بها و ظلت عذراء كما ولدتها امها و الله اعلم..

وهنا تنهي (ب.ر) كلامها تاركة تساؤلات كثيرة فماذا ينبغي علينا ان نفعل؟؟ نحن نتوكل على الله اولا و على اهل العلم ثانيا راجين باجابتكم الاجابة الشافية و الكافية باذن الله تعالى و السلام عليكم
ورحمة الله و بركاته.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد:

أسال الله أن لا يحرمك أجر الصبر والاحتساب.

اعلمي أن الدنيا مبنية على الكدر وليست على الصفاء فان تكدر يومك أو سنتك أو فاتك نعمة فليست آخر الحياة أو اليأس أو التشاؤم بل اجعلي ذلك ابتلاء وامتحان لتقوية الإيمان والثقة بالله عز وجل وليس الانطوائي أو الانتحار علا جلا بل إن المسلمة تصبر وتحتسب على أقدار الله.

والله عز وجل لحكمته ومشيئته وإرادته عز وجل وهو المدبر والمصرف لكل شي سبحانه ولعل الله الله يعوضك خيرا مما فاتك ففضل الله واسع وارى عدم الرجوع لهذا الزوج ولعل الأمر خيرا لمك وفضل الله لا يحده حدا والله في عون عبادة والله أعلم.

الكاتب: د. فيصل بن صالح آل عشيوان

المصدر: موقع المستشار